اقراء ايضاً :
�لهالة التي تحيط بفنان تؤثر على أحكامنا فيأخذنا التبجيل له بشكل منفصل عن الواقع. أي اننا نمارس بشكل عفوي ترقيعاً له مأخوذين بسطوته وسحرها. قبل فترة استمعت لأغنية أم كلثوم أمل حياتي، ثم استمعت لمقاطع من أغانيها الأخيرة، كان صوتها قد فقد بريقه وشاخ، لولا براعتها في التعامل معه، بخلاف عظمة مساحته، التي مهما تراجعت يبقى أثره. لكن غناءها خلال آخر عشر سنوات من حياتها، كان مُرقعاً بهالة الفنانة العظيمة، ورسوخها كواحدة من مسلمات الغناء. وبالتأكيد مهما لاحظنا من تراجع هذا الصوت، فإننا لا نلحظ هول التراجع الذي أصابه. وتلك عوامل الزمن، والذي يظهر شاحباً ومحطماً في أخر أغانيها “حكم علينا الهوى”. ليس صوتها فقط، إنما اللحن الباهت. كان أثر المرض واضحاً على أداءها. في هذا السياق، سأعود لظهور فيروز في آخر ألبوماتها، وبألحان زياد الرحباني. لم يتبق منها سوى رقعة باهتة، وغطت ألحان زياد على تدهور صوتها الواضح، بتكسير المسحة العذبة في ألحانه، تجريبه الخاص والحداثي. أظن أم كلثوم هي أفضل فنانة استطاعت ان تحافظ على قدراتها الصوتية، حنجرتها الضخمة كانت قادرة على مقاومة الزمن بشكل لا يتسع لغيرها
